*استنزاف النفط الناضب ام استنزاف المياه المتجددة يا معالي الوزير ؟*
✒️ / عبدالله بن مشعل المطيري
مزارع ودع الأراضي الزراعية .. على وزن ... ودع الملاعب الكروية
*تمهيد*
الكل يعلم أن المياه في كل مكان هي مياه متجددة فأول دروس المرحلة الابتدائية علمونا عن دورة المياه في الطبيعة ولهذا نجد دول عديدة تتشارك في الأنهار والتكوينات الجوفية .. ولو كان المياه غير متجددة .. لجفت القارة الأمريكية والقارة الصينية التي تعتبر أهم سلال الغذاء في العالم .
لكن أيًّا من هذا لم يحدث فعليًا *والسبب !!*
هو أن المياه متجددة فعلًا؛ بسبب دورة المياه في الطبيعة
وليس حقيقيًا أن انخفاض المناسيب للمياه دلالة على عدم تجدد المياه بل قد يكون طارئ؛ بسبب قلة الأمطار في فترة معينة من الوقت أدت إلى خفض المنسوب لكنه لا يلبث أن يعود مع عودة الأمطار، فيعود المنسوب إلى ما كان عليه وهكذا تستمر المياه وتستمر الحياة.
*فأصل التكاوين وحقيقتها*
هي خزانات أرضية كبيرة تحتكر المياه الجارية من عدة انهار عميقة بفعل هطول الأمطار من مختلف الدول وما يزيد عن مساحتها وطاقاتها الاستيعابية يكمل جريانه في الأرض .. فمنها ما يعود للبحار !
ومنها ما يصبح أنهارًا سطحية في دول أخرى؛ بسبب انخفاض تلك الدول مثل: *هولندا الموصوفة بالأرض المنخفضة*
ولهذا نرى تكاوين مائية تتشارك بها عدة دول ونرى أيضًا أنها تتغذى من دول أخرى.
وما يجدر الذكر به أن المناسيب لا تتأثر بالأمطار المحلية فقط *بل هناك عدة تكاوين يتم تغذيتها من خارج الحدود ومن مواقع بعيدة عنها*
وعودة إلى سياسة وزراة البيئة والمياه والزراعة *التي تسعي جاهدة لتصحير المملكة وإلى تفقير الوطن والمواطن من حتى غذاءه*
وإلى تشويه الاقتصاد المحلي عبر محاربة الزراعة والمزارعين على حد سواء.
*تساءلت* بعد أن شاهدت احصائيات الهيئة العامة للإحصاء السعودي التي أظهرت *أن ما نستورده من غذاء يتجاوز ١٥٠ مليار سنويًا* .. وهو رقم مفجع وخطير وفاتورة غالية جدًا يتكبدها الوطن والمواطن ويدفعها ضريبتها الوطن والمواطن ..
لاسيما وهو رقم قابل للزيادة السنوية بشكل مطرد، تباعًا للزيادة السكانية وإلى استهداف المملكة إلى استقطاب سواح ومعتمرين يتجاوزون ٣٠ مليون سائح ومعتمر سنويًا ..
مما يعني أن فاتورة استيراد الغذاء قد تبلغ ٣٠٠ مليار ريال سنويًا بعد سنوات قليلة.
*فكان سؤالي لوزير البيئة والمياه والزراعة المهندس/ عبدالرحمن الفضلي*
*أيهما أخطر* يا معالي الوزير أن تستنزف نفطنا الأحفوري المثبت أنه *ناضب* و أنه غير قابل للزيادة بإثباتات حية حدثت لدول سابقًا .. في دفع فواتير الغذاء الذي يمكن توفيره محليًا
وترحيل عملاتنا الصعبة التي لا نحصل عليها إلا ببيع النفط لننفقها خارجًا بشراء الغذاء ..!!!!
*أم نستفيد من هذه المياه المتجددة والجارية*
فنستثمر في أرضنا ونزرع ونصنع غذائنا فنقيم نهضة زراعية ونهضة صناعية غذائية
لا سيما وأن فاتورة استيراد غذاء لسنة واحدة .. *قادرة على إقامة ٣٠ محطة مياه وأكثر لو أحببنا على ضفافي البحر الأحمر والخليج العربي بالطاقة الشمسية ومد شبكة لكل منزل في المملكة ..؟*
فمحطة تحلية المياه في الخفجي على الطاقة الشمسية بسعة ٣٠٠ ألف متر مكعب مياه يوميًا .. كلفت ٣٠٠ مليون ريال .
بمعني أن ربع قيمة فاتورة الغذاء بالمملكة لسنة واحدة .. قادرة على إنشاء ثلاثين محطة مياه .. كافية لتحلية المياه وكافية لخزن استراتيجي للمياه المحلاة لسنوات عدة ..
*وأيهما أجدى* يا معالي الوزير .. أن نعيد فاتورة الغذاء البالغة قرابة ١٥٠ مليار لإنعاش البلد ومواطنيه وتنمية الأرياف وفتح فرص العمل وتحسين دخل الأسر لخلق حياة كريمة ونحفظ العملة الصعبة من الرحيل باسم الغذاء بعد حرمان مواطني هذا البلد من فرص الدخل وفرص العمل .. !!!
*أم نعمل على إنعاش الدول الأخرى وشعوبها *بتبديد دخل نفطنا الناضب مع تهديد أمننا الغذائي تحت أي طاريء متوقع أو غير متوقع*
تحت مزاعم لم تكن صحيحة ومغلوطة كليًا وقد أثبتت التجارب العملية التي إقامتها الوزارة التي تقعد على كرسي وزارتها الآن والتي دامت ٣٠ سنة في عز التنمية الزراعية والتي ذكرها معالي وزير الزراعة سابقا عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ في كتابه المنشور السنة الماضية ( عشرون عامًا بين الزراعة والمياه ) والذي أكد بشكل قطعي *أن لا صحة لنضوب المياه في المملكة* من واقع تجارب حية بمشاركة أربع جهات منها شركات عالمية ومنها: شركة أرامكو والتي قامت بقياس مناسيب المياه الجوفية في عدة مناطق على مدى ٣٠ عامًا .. ولم يسجل انخفاض فعليًا ..
مع العمل على توفير أدوات حفظ مياه السيول وإيجاد آلية للإستفادة من مياه السدود التي باتت خطر يهدد بعض المناطق والقرى ..!!!
وحتمًا أن الجواب واضح في طيات السؤال ..
*أن استنزاف نفطنا هو الخطر الحقيقي*
لاسيما ونحن بلد يتمتع بمساحات زراعية كبيرة وبأمطار كافية لإتساع رقعة المساحة الممطورة وعدم الإستفادة من هذه الميز النسبية والأفراط بها أصلًا *يعتبر خطر حقيقي أيضًا لا يقل خطورة عن استنزاف النفط* الناضب وترحيل العملات الصعبة.
*فما هو جواب معالي الوزير ..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق